كيف ننهض بأمة محمد من جديد

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ننهض بأمة محمد من جديد (1)
كاتبة المقال: الشجرة الأم
لكل منا تصوره الخاص عن نهضة أمة محمد من جديد وكل منا يطمح بأن يكون قائد إسلامي، شامخ في كيان الأمة وله صوت مسموع ورؤية واضحة وقلب عامر بالإيمان.
فلنبحث إذن عن نقطة الالتقاء بيننا .. حتى تتوحد الأمة وتنهض ولا بأس إن كان لها أكثر من قائد إسلامي، المهم في النهاية أن نحقق الهدف.
وعندما أخذت أبحث عن من هم الذين يستحقون بأن يكونوا هؤلاء القادة الإسلاميين الذين لا يستطيع أحد أن يجاريهم في قوتهم وإمكانياتهم، استوقفني قوله تعالى في سورة غافر الآية 16 (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) إذن فالدين الإسلامي عندما يكتمل ستكون السيادة المطلقة لله الواحد القهار، ولن سيجرؤ أي شخص منا على ترشيح نفسه لهذا المقام أو المنافسة عليه.
بقى لنا فقط التصور الخاص عن نهضة الأمة الإسلامية العربية، أنا اعتقد أن هذه النهضة لن ستأتي من فراغ وإنما ستكون بناء على تراكمات متصلة ببعضها البعض، وقد كانت البداية الحقيقية لهذه التراكمات منذ أكثر من 1400 سنة في بداية نزول الوحي على الرسول الحبيب (اللهم صلي على الحبيب) في غار حراء أول مرة، هناك كانت الانطلاقة الأولى لنهضة الأمة الإسلامية العربية التي أخذت تتفرع وتتوسع وتتغلغل في أرض الله الواسعة.
ولا أحد منا يختلف أو يشكك في هذا الأمر، وهذا هو مربط الفرس، فلنلغي الأحداث التي وقعت خلال هذه الفترة الزمنية من فرقة وانقسامات وتناحر بين الأمة الإسلامية العربية، ولنبدأ من غار حراء ومن عند أول كلمة أنزلت على النبي الأمي وهي كلمة (إقرأ) فقط.
نحن كأمة محمد ما علينا سوى أن نقرأ فقط بدون أن نتأثر أو ننحاز لأي طرف ثم نحول ما قرأناه إلى واقع عملي حتى تتم الوحدة ونستفيد منها في بناء الأمة الإسلامية العربية، ونخرج من بوتقة الانقسامات والاختلافات.

[/size][/b][/right]

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننهض بأمة محمد من جديد (2)

كاتبة المقال: الشجرة الأم

نحن الآن نعيش في عالم مليء بالحلقات المفرغة من الداخل، والتي نتجت عن أطر وأفكار موضوعة كانت دخيلة على قيمنا الإسلامية وعقيدتنا ووحدتنا، ولابد لنا من عمل قفزة حقيقية للخروج من هذا القالب الجامد الممتد لأكثر من 400 سنة.

وأول هذه القفزات هي معرفة نقاط القوة واستغلال الفرص المتاحة لنا، وبعيدا عن اختلافات المذاهب وفساد السياسيين، لابد أن نتجه إلى عالم جديد لا تناله إلا يد الشرفاء، وللدخول في هذا العالم علينا معرفة أول نقطة من نقاط القوة التي لدى أمة محمد، وعندما حاولت البحث عن أقوى نقطة لدى أمة محمد وجدت أنها تكمن في (لغة الضاد) فقط.

فبرغم تفرقنا واختلافاتنا التي قد تكون منطقية أو غير منطقية، فمازلنا نحتفظ بأقوى مؤشر في سوق الحياة وهو لغتنا العريقة (كلام الله) التي ختم الله عز وجل بها رسالاته السماوية، وعند التعمق في تأصيل قيمة هذه اللغة الآن في عالمنا اليوم نجدها صامدة رغم كل محاولة المغرضين لها بالتقليل من شأنها.

وبالرجوع إلى الماضي نجد أن أول ثغرة وقعت في أمة محمد عندما اختلفت الأمة في الترتيب الأبجدي للغة الضاد وانقسمت إلى ترتيب أهل المشرق وترتيب أهل المغرب، فهي كانت القشة الأولى التي قصمت ظهر اللغة العربية الفصحى، وأدت إلى التجني عليها، ثم تطور الأمر إلى محاولات المستشرقين المستميتة للتنكيل بها مستغلين هذه الثغرة.

وعند العودة للحاضر نجد أن تقاعس أمة محمد في الوقت الحاضر عن الدفاع عن لغتهم الأم والتنكر لها واعتبارها جثة هامدة على حد قول أحدهم وأنه لا فائدة منها سوى في قراءة القرآن الكريم، الأمر الذي حجّم مكانة اللغة العربية الفصحى وجعلها في الدين فقط، ومن ثم أصبحت في نظر الكثيرين جثة هامدة لا تجاري لغة العصر القائمة على البرمجة والعلوم الإدارية والعلمية والطبية. وبالتالي انفطر قلب اللغة العربية الفصحى، وانفطرت أنا معها، ولم يبقى سوانا في عالم الحلقات المفرغة من الداخل.

وأصبحت أمة محمد بالكاد تلمح بعضها، واختفت أفواها، واختنقت أصواتها، ولم تعد تملك إلا حاسة السمع فقط، ومازالت لغتنا العربية الفصحى تأن ولا حياة لمن تنادي رغم أن أمة محمد مازالت تسمع، فكيف إذن نميز أنينها في عصر الأوامر؟!

هذا سؤال وجيه أخذت أسأل نفسي به .. ووجدت أن تلاحم أحرفها يزيد من قوتها، لأنها لو تفككت أحرفها لأصبحت كغيرها من لغات العالم، بلا قوة وسهل علينا التخلي عن أحد أحرفها واستبداله بحرف صامت ليس له حول أو قوة.

ولكن الكاف تكلم، والنون تمكن، والضاد نطق، والصاد صفق، فاحذروا من باقي الحروف إذا اجتمعت معهم وصرخت جميعها بصوت واحد، وقالت (أغيثينا يا أمة محمد).

إلى الآن مع الأسف وأمة محمد ليست مستعدة لهذه الصرخة، لذا لابد لنا من الاستعداد لها منذ هذه اللحظة، حتى لا نفقد حاسة السمع التي بقيت لأمة محمد، ونتمكن من احتواء صرخة أحرف اللغة العربية الفصحى، والسير في خطاها، والتفاعل مع سحرها، والتمسك بقوة تلاحم أحرفها.

[/b]

[/size]

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننهض بأمة محمد من جديد (3)

كاتبة المقال: الشجرة الأم

قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

عصر العولمة أنا اعتبره من أكثر العصور انحطاطاً، لأنه أفرز كمية كبيرة من الغثاء، وملء بحر اللغة العربية الفصحى بالزبد، وتاهت أحرف اللغة العربية الفصحى النفيسة في هذا الغثاء، واختفت ملامحها، وأصبح أكثر البشر يضحكون عليها.

نعم اضحكي يا أمة محمد على تخليكِ عن لغتك الأم، وقهقهي بالضحك قبل غيرك من الأمم، وتفاخري بالتخلي عن (كلام الله) هكذا نحن أصبحنا في عصر العولمة بلا هوية ولا وطن.

لكن الفرصة لم تفت بعد، فبرغم قوة تيار العولمة مازلت أنا (الشجرة الأم) متمسكة بلغة الضاد، ولا أعرف غيرها من لغات العالم الـ 600 لغة، لأنه في نهاية المطاف لن سيبقى غيرها في الفردوس الأعلى.

أما في الدنيا ففي عالم الأرقام اختفت الأحرف، واختفيت أنا معها، ولكن سأعود بقوة لأنني تمسكت بأحد أحرفها وهو حرف (النون)، سورة القلم الآية 1 (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ). هذا الحرف الذي غير كل حياتي وجعلني أخرج من العالم الافتراضي (الأرقام) إلى العالم الواقعي (الحروف)، وتنبهت إلى أن قوة حرف (النون) تساوي قوة الأحرف مجتمعة.

فبدأت من الصفر أي من العدم بدون أي أرقام وتسلقت حرف النون لأصل إلى النقطة التي جمعت كل أمة محمد، وهي (كلام الله)، لذا لابد على أمة محمد أن تنهض من جديد أيضاً من هذه النقطة التي جمعتنا، وتخرج من عالم الحلقات المفرغة من الداخل (عالم الأرقام) إلى العالم الواقعي (عالم الأحرف).

فلعبة الأحرف ما زالت في نقطة الانطلاق ولم تنطلق بعد، وسحرها لم يكشف بعد، وعندما تصرخ هذه الأحرف سيبدأ السباق، وسيختفي عالم العولمة وستبقى لغة الضاد وأبقى أنا ومن شاركني في السباق.

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننهض بأمة محمد من جديد (4)

كاتبة المقال: الشجرة الأم

لعبة الأحرف هي لعبة لا تحتاج إلى ذكاء لتلعبها أمة محمد، ولكن تحتاج إلى إنصات وتمعن وبعد نظر، أما جوهر لعبة الأحرف هو حرف (النون)، فهو من سيقود لعبة الأحرف وينقي بحرها من الغثاء، وسيقضي على العولمة ومن يتصدى لها.

لذا على أمة محمد أن تحدد من الآن من ستختار، حرف النون الذي أقسم الله عز وجل به في كتابه الحكيم أم العولمة التي تكونت من فضلات الأمم.

أنا عن نفسي اخترت (الطريق الصعب)، لأنني على يقين من انتصار حرف النون، ورغم تمادي العولمة، إلا أنني بقيت صامدة وسأصمد للنهاية إن شاء الله.

فمازلت في الجولة الأولى من سباق لعبة الأحرف الذي سيبدأ في أي وقت، ومستعدة له، وعلى يقين من أنني سأنتصر فيه، وبدون الحاجة للعولمة.

وهناك عدة شروط لمن أراد أن يدخل لعبة الأحرف، وهي كالتالي:

1. اليقين.

2. التفاؤل.

3. التلاحم.

4. الكرامة.

فمن يملك هذه الشروط الأربعة من أمة محمد فليلتحق معي في لعبة الأحرف، ويستعد للانطلاق في عالم الأحرف الذي قاله الخالق جل وعلا.

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننهض بأمة محمد من جديد (5)

كاتبة المقال: الشجرة الأم

الشروط الأربعة السابقة الذكر في المقال اللاحق أنا اعتبرها من الأركان الأربعة الأساسية لنهضة أمة محمد من جديد، ولو اختل ركن منها فلن تنهض الأمة، لذا لابد أن نزرع اليقين والتفاؤل والتلاحم والكرامة في قلوبنا، ونرويها بإصرارنا، ونحافظ عليها بوحدتنا.

فمن هو واثق من توفر هذه الأركان الأربعة الأساسية لديه فليتقدم للسباق، وليبدأ من الصفر بدون أي نزاعات أو أحقاد أو تطرف، عليه أن يكون صافي الذهن وخالي من شوائب العولمة. وكما قيل أن الضربات المنتظمة تقطع الأشجار الكبيرة، فإن التركيز المنظم يقضي على العولمة ويسحقها.

نعود للعبة الأحرف، هي تعتبر من الألعاب السهلة الممتنعة، التي تغوص فيها ولا تعرف أين تنتهي إلا عندما ترتب الأحرف حسب ترتيب معين ووفق رؤية واضحة وهدف محدد، ومن ثم يصبح لك مخرج تخرج منه إلى المستوى الثاني وهكذا، حتى نصل في النهاية إلى السيادة من جديد في الكون كله وليس في الأرض فقط وتصبح كلمة الله هي العليا.

نحن الآن في مرحلة الاستعداد فقط ولم يبدأ السباق بعد، لذا من الآن على أمة محمد أن ترتب نفسها وتصحح أوضاعها وتعرف من أين ستبدأ ومتى ستنتهي وكيف ستصل.

بقي أمر أخير أن هذه النهضة سيكون لها ضحايا وأقصد بالضحايا هنا من اختاروا طريق العولمة (الطريق السهل)، لكن نحن كأمة محمد نعلم قول الرسول الحبيب (اللهم صلي على الحبيب) "الخير في أمتي إلى قيام الساعة"، لذا من تخلف عن السباق فالفرصة لم تفته بعد لأننا سنعود من أجله وسنمسك بيده ليلحق بنا (هكذا هي أمة محمد دائماً وأبداً).