بسم الله الرحمن الرحيم
أنا وأنت التاريخ
كاتبة المقال: الشجرة الأم
من المواضيع التي أثارت انتباهي في الإعلام هي التي تتحدث عن حال الأمة اليوم ومدى وصولها لحالات التردي والتخلف والانحدار الأخلاقي لدرجة أن البعض من المحسوبين على الإعلام صورنا بأننا حثالة القوم، ونسي تاريخنا التليد الذي هو جزء منه كالشجرة الأم، وبالطبع معروف لنا أن من ينسى تاريخه ينساه التاريخ، ولا يعمل له أي وزن أو قيمة عنده.
فالتاريخ موجود والوقائع ثابتة سواء أكانت إيجابية أو سلبية، وهو ما بقى لنا على مر الزمان، ويوما ما سيتوقف التاريخ عند نقطة معينة وتعود عجلته للوراء ليذكر كل واحد منا بما اقترفت يداه وسطرته في تاريخ الزمن.
هناك سؤال محير أخذت أسأل نفسي به .. ترى هل إذا عاد بي التاريخ للوراء وأعطيت فرصة أخرى، فهل سأغير بعض القرارات التي اتخذتها في حياتي أو أصحح وضعها حتى لا أقع في أي أخطاء، وتكون حياتي جميلة وإيجابية فقط وبدون أي أخطاء.
وبعد التفكير ملياً في هذا الموضوع أدركت أني عشت حياة محبطة ومليئة بالأحزان ولم أنجح في تحقيق أي طموح لي في الدنيا، لكن رغم ذلك قررت في نهاية المطاف أن أكون كالتاريخ بلا أي تحوير أو تعديل. وأن أجعل أخطائي التي تعلمت منها كما هي، والسبب في ذلك هو قناعتي بأني ما وصلت له من حالة التردي وعدم النجاح في الدنيا سببه بسيط جداً، فقد أدركت أن الدنيا زائلة وأن الآخرة خيراً وأبقى.
فقررت أن أعمل للآخرة فقط، وأن أدع الدنيا وشأنها، وأن أعيش للمستقبل فقط وأن أسطر تاريخي من الآن وأحضره للمستقبل وليس للماضي. فالتاريخ سواء أكان ماضي أو مستقبل أو حاضر فهو في النهاية تاريخ ويوما ما سيعيد التاريخ نفسه من جديد وستخرج أمة محمد من حالات التردي والتخلف والانحدار الأخلاقي وتسود الأمم وسأكون أنا (الشجرة الأم) وأنت من بينهم (فاستعدي يا أمة محمد لهذه المرحلة من الآن وسطروا تاريخ المستقبل).
[/b]